مًنْتُِِّْدًٍيَآتُِِّْ مًمًلكَة آلصٍْمًتُِِّْ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قصة حب اوراق الورود.........

اذهب الى الأسفل

قصة حب اوراق الورود......... Empty قصة حب اوراق الورود.........

مُساهمة  بح(تيتو)بك الجمعة ديسمبر 21, 2007 12:26 pm

لم أكن أدري أني أعيش هذا الحزن بهذا العمق الذي ضرب جذوره فيَّ حد التعب، لست أدري ما الذي يدفعني بأن أنبش ذكرياتي التي دفنتها حديثًا في قبور الصمت بعدما بُح آخر الأصوات فيّ. لست أدري ما الذي يدفعني لأطلق بعض الزفرات بعدما تجمدت حركاتي منذ زمن قريب! لست أدري أن ما ظننته مستحيل سيحصل يومًا!
ما الذي دعاني هذه الليلة لأتلمس مكانه في قلبي، مكان أحلامي وذكرياتي المنسية.متى كانت أول مرة رأيته فيها؟ متى استشعرت هذا الحب بيني وبينه؟ متى ضمني بين أحضانه وصارحني أنه يحبني أيضًا؟ كيف تواصلت معه؟ وكم دام عمر هذا الحب؟!
وأنا أعلم الآن…أنه على وشك الرحيل إما أن أغادره فيضمني إلى الأبد…وإما سيتركني خلفه أرملة دون ولد! ربما مسكت قلمي لأخط وصيتي قبل أن يحين الأوان وتطوى قصة حبي وحبه قبل أن يستعجل أحدنا بالذهاب!
هذه القصة التي طالما أحببت أن أحتفظ بتفاصيلها الصغيرة في زاوية من حنايا قلبي لتنام فيَّ إلى الأبد حتى ألقى ربي، ها هي تستفيق الآن كلما غنيت لها: أن نامي يا صغيرتي! الآن تنتفض كل الحكايات لتعلن إنهيار ذلك الحلم الجميل…والحب الأجمل!
أنا لا أصدق أنه قد مر بيَّ أكثر من خمسة عشر عامًا على معرفتي به على أقل تقدير…إلتقيت به بزيارة مع الأصدقاء. لم أكن آبه بعظمته ليس تقليلًا من شأنها ولكن جهلًا بقيمته وعظمته. ألبس ملابسي التي اعتدت ارتداءها والتحق بالسائرين دون أن أنتبه إليه بذاته…رغم أني كنت أجد من حولي من يتوق لوصاله ويتجمل من أجله بل ويحضر بأجمل ما عنده ليقف أمامه ولينظر إليه هو بعينيه…ذلك كله لم يحرك فيَّ ساكنًا إنما أخذته مثل غيره.
حتى دق قلبي دقات عرفت أنها نبضات حب…شيئًا ما تحرك بداخلي لم أعهده من قبل. ذُكر إسمه على مسامعي في المذياع فانتفضت بساعة متأخرة من الليل…خائفة مذعورة عليه حين علمت أن حادثًا أليمًا أصابه.نهضت من فراشي، جلست وسط الظلام أسأل نفسي وأحاورها: لماذا تهتمين له إلى هذه الدرجة؟! لم يحصل له شيء إنها إصابات وحسب؟ ثم ما شأنك؟ هل يعينكِ؟
حاولت أن أغمض عيني وأعود إلى فراشي لكن صورته لم تفارقني…أواه إنها بداية كل قصة حب حين يلمس القلب! إنه الحب أيتها الصغيرة وما أدراكِ كيف بدايته ونهايته؟! حاولت أن أنام ولم أفلح..نهضت من فراشي…ذهبت أسمع الأخبار..عليّ أطمئن عليه وكنت أتمنى أن أكون بجانبه ساعتها..أن أضمد جراحه…أو أربت على كتفه …أن أمسح دمعته وأسكن آلامه! هكذا دون مقدمات!
هكذا ودون مقدمات…علمت أني متيمّة به…بدلت ملابسي منذ أول لحظة أصيب بها بعد أن أدركت أنه رفيق دربي الذي تمنيته العمر! تجملت بحجاب السماء حين علمت أنه يحبني أيضًا فكل حبيب يغار على حبيبته حد التعب والغضب!
علمت أنه سيغضب مني كثيرًا إذا زرته في مرضه والناس من حولي ينظرون إليّ، لهذا تحجبت! كانت ذكرياتي الأولى محنة إصابته التي سالت فيها دماؤه الطاهرة فأصيب من بعدها بوعكة صحيّة! وسقطت معايير كثيرة وارتقت أخرى حين تمسك به البعض…وأسقطه البعض الآخر من أولوياته وحياته.
حبيبي عظيم بصلابته إن رأوه الناس حسبوه فظًا وإن عاشروه وجدوه حانيًا رقيقًا، كبير العمر حد الشيخوخة فتيّ القلب بعمر الزهور. حبيبي أشقر شعره بلون الذهب يتخلط ببعض السواد يُسطر بذلك ظلمة محناته. حبيبي مجروح القلب تكاد ترى ذلك من نظرة إلى وجهه الحزين وتجاعيد الزمان…وعينان دامعتين على الدوام لكن بضحكته تضحك الدنيا ولبسمته تُشرق الأرض في كل صباح!
أوااه من حب عُذريّ شاركني به مئات المعجبين…وآلاف المحبين! لكن حبيبي كالبحر وأنا عصفورته لا أستطيع إحتواءه…بينما يحتوي هو ما فوق البحر وما تحته وما فيه! سماءٌ وأرضٌ وأشرعة ونوارس!
قبلته رغم فقر حاله وكبر سنه…رفيقًا في الدنيا والآخرة..وقبلني رغم صغير سني وجهلي وسوء حالي وهو يستحق أفضل نساء الدنيا. صارحته بعد أن تفيأت بظلاله بنور الهدى…وأخذ بيدي إلى طريق الحق والهداية أني أحبه! أوااه ما أجملها منكِ…تأخرتِ عليّ وعذبني بعدكِ..همس في أذني وأنا أحبك! ضمني حتى تشابكت روحي في روحه ورحنا نمسح دمعات الفرح بنمو هذا الحب الفتيّ في حنايا قلوبنا!
كان ملجأي في ضيقي…كنت أهجر إليه وحده..أحدثه فتسيل دموعه لأجلي. يصمت وينصت حتى أنهي ثم يضمني بتحنان ويربت على كتفي. كان عنوان بسمتي وفرحة عمري…كان حلمي وأملي
كنت أعيش في غربة بعيدًا عن الأهل والأصحاب…فكان هو كل أهلي. كان يتصل بي يوم يشتاق إليّ ويطول اللقاء ويهاتفني: أين أنتِ؟ أينك عني؟
كنت أستجيب لكلماته دونما تفكير…وألملم بعض أغراضي، كاميرا ألتقط بها صورة لنا ومحفظتي وأمضي…أمشي إليه بخطوات سريعة وبضحكة خجولة وبشوق لا تسعه الدنيا واعتدت وصاله خمس سنوات من عمري…لا أطيق أن أفارقه أسبوعًا واحدًا ولا يطيق بعدي! نأكل ونمرح سويًا..نضحك ونبكي سويًا إلى أن حان موعد إغترابي.
صارحته أن أحبه لكن لضيق الحال وقلة الإمكانيات…سأسافر بعيدًا ولكني سأبقى وفيّة وأبقى له!
لملمت ذكرياتي وأعجلت في الذهاب دونما عتاب أو جواب منه وفي داخله يقين أني لا أطيق البعد عنه لكنها مشيئة الأقدار!
ولم تنتهي قصة حبي وحبه…وقد ذبلت روحي وشحب لونه ورغم ذلك دام الوصال في الله ولله ودام الحب! رن هاتفي أثناء الدوام، إنها صديقتي…ما بالها الآن؟ ردتت سريعًا: إسمعي…قد أصيب فلان بسوء!! كدت أفقد أعصابي عندما سمعت أنهم تعرضوا له هؤلاء الأوغاد، ماذا أفعل الآن؟ وكيف أبرر للناس ارتباطي الوثيق به؟ كيف أبوح أني مشغولة به إلى هذا الحد؟ كيف لي أن أحمل نفسي لأطمئن عليه أنا التي لا يطمئنها إلا أن تراه بعيني! صبرت وقد ضج الصبر فيّ حتى إستطعت الذهاب لعيادته. كنت أسأل الناس أصدقاءه: كيف حاله؟ هل استقر وضعه أم ماذا؟! وأنا أخفي بقلبي هذا الحد من الأسى وقلبي يتقطع إربًا من الألم! من يحبه أكثر مني ليزوره وأنتظر أنا؟! من يمسح ألمه غيري؟! من ..صحوت هذا اليوم وحملت حقيبتي وذهبت إليه غير آبهة بما قد يحدث!
خرجت للمحطة حتى أسافر إليه بالحافلة، وجدت الحافلة قد مرت قبلي بدقائق. لم أجد نفسي إلى على شارع تمر به الحافلات ولا أحد يأبه بي! وحدي وصورته في مقلتي… ترقرت دمعة في عيني وأنا أنظر إلى السماء الشاحبه …رفعت أناجي الله بقلب يملؤه الرجاء: أقسمت عليك برحمتك يا رب العالمين أن توصلني إليه بقدرتك. شعرت ببرد الطمأنينة من معية الله وسماعه لي…شعرت بقين تلبية الدعاء فرحمته وسعت كل شيء وهو أعلم بحالي وحاله!!!بعد تردد قمت بإتصال سريع وإذا بحافلة تقف لتنقلني مع الركب،ركبت الحافلة وغادرت الدنيا حتى وصلت إليه…دخلت عنده فرأيت أهول منظر! أدموا قدمه وهو يعض على شفتيه من حدة الألم ويرفض أن يعلن صرخته كالنساء فله عزة نفس عظيمة ما شهدتها في أحد من الرجال الأحرار! كان مزلزلًا لي أن أراه بهذا الحال ممدًا ثم أنهمك كلانا في البكاء وبكت معنا السماء بقطرات ماء!حبيبي مجاهد مطلوب لدى العدو…قد اعتقلوه مجددًا وأصابوا قدمه. نظر إليّ نظرة حادة أن كفي عن النحيب…أنا مجاهد…وأنتِ مجاهدة والوقت يحتاجنا أقوياء…إثبتي فإني منتصر بإذن ربي. كلماته هذه أدخلت الطمأنينة إلى قلبي بعدما هالني ما رأيت من قوة جندت للقضاء عليه من حوله والأعوان الأحرار يحرسونه ويهتمون لحفظ سلامته.
اعتدنا ضربات العدو…واعتدنا بحثه المستمر عنه لكن كانت هذه المرة أشد…عندما تخاذل كثير وتخلف الكثير عن نصرته في محنته الشديدة. من فرط الأسى لم أجد نفسي إلا وأنا أسير نحو مقبرة قريبة ضمت قبور صحابة أوفياء: عبادة بن الصامت رضي الله عنه تعالى وأرضاه وقد استشهد دفاعًا عنه. وقفت أمام قبره أتمتم الفاتحة بحسرة وأسى وأشكو إلى الله حالة درة عمري المترديّة وأتساءل أين أحفادك يا عمر بن الخطاب؟ أين جنودك يا صلاح الدين؟ أين الأحرار يا أنس الأنصاري؟ أين الذين تشدقوا بعروبةٍ؟ أين الذين تهزهم أحزاني؟!
حبيبي وإن كان قد هده التعب…إلا أن أسمه سيبقى شامخ ولو ارتحل! حبيبي بنقوش الزمان التي نحتها الأنبياء …وقباب المجد التي صنعها الأوفياء…وتلال العز التي صانها الشرفاء…وبصخرة القدس التي عرج منها نبي الأمة إلى رب الأرض والسماء …سيبقى اسمه في المساجد أرقى ثلاثة أسماء …وسيبقى يكابد باستعلاء… ويصرخ في الفضاء… ليسمع الدنيا إنتصار جند الله الأقوياء: أنا الأقصى وأرواح ورثة الأنبياء لي فداء.
لملمت بعضي وذهبت أطوي جراح الزمان…وأطوي في حنايا القلب قصة حب تنبض بالنور وتنام على ترانيمها صرخات التوجع؟! ذهبت أودعه البارحة وقد يكون وداعي الأخير أمسح على منبره الجديد في المسجد القديم وأزور المقبرة…وأطل من غرفة تطيب فيها الخلوة لشبابيكها العريضة المطلة على ما تهدم من الأقصى قريبًا من باب المغاربة وأمسح حبات المطر عن قبة الصخرة…وأودع المغارة التي لطالما أحببت الجلوس فيها قريبًا من المحراب تحت قبة الصخرة المشرفة…وأطوي بكل خطوة ذكريات قصة حب…اقتربت نهايتها برحيلي أو رحيله.
بح(تيتو)بك
بح(تيتو)بك
ملك متقدم
ملك متقدم

عدد الرسائل : 31
تاريخ التسجيل : 20/12/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى